الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة رغم الهروب محليا: هل يمكن للترجي غزو "افريقيا" بهؤلاء اللاعبين؟

نشر في  09 أفريل 2014  (12:30)

رغم أن الترجي وبعد تمكّنه من تجاوز عقبة النادي الصفاقسي في قلب ملعب الطيب المهيري قد عجز عن اتيان الانجاز نفسه في رادس ضد الأولمبي الباجي الا أن ذلك مرّ في صمت ولم يثر ردود أفعال غاضبة من الجماهير الترجية التي قلّلت من حجم الكبوة أو نصف العثرة كما سماها الكثيرون استنادا الى عدة عوامل.
ولئن كان التعثر الجماعي لفرق الملاحقة قد حدّ من تأثير التعادل السلبي في رادس قبل رحلة شاقة ستحمل الترجي عشية اليوم الى توزر،فان شقا من الجماهير اعتبروا أن أثر الاجهاد قد ترك مفعولا سلبيا يبرّر الاكتفاء بالتعادل هذا علاوة عن غياب قوة الدفع الرباعية في خط الهجوم متمثلة في الدراجي والجويني ونجانغ والعكايشي الذي كان احتجابه تـأديبيا صرفا وهذا ما جعل البعض ينعرج بمسار النقاش للثناء على تمسّك كرول بالانضباط قبل أي جانب أخر...
مقابل كل هذه العوامل الايجابية التي سمحت للترجي بالحفاظ على مركز الصدارة بفارق النقاط التسع عن أقرب ملاحقيه، فانه لا بد من الاشارة الى عامل مهم وهو ضعف بنك بدلاء الترجي وهذا ما يتطلب الترميم قبل دخول منعرج الحسم في دوري أبطال افريقيا.
"كارت بلانش" متواصلة

غياب الرباعي المذكور في التنشيط الهجومي ولئن كان مستبعدا حدوثه بشكل مستمرّ الا أنه كشف عديد الهنات وأثبت أن بعض الأسماء التي مازال وجودها مستمرا في "الحديقة ب" بدعم وحماية غير منقطة النظير من اسكندر القصري أساسا، كشف أنها غير قادرة على حمل لواء الترجي بالشكل المرجوّ والدفاع عنه باستماتة في الاستحقاقات الجدية.
صحيح أنه من حق كرول بل ومن الضروري أن ينزع الى "تدوير" رصيده البشري، لكن ذلك أوضح أن عديد الحلول والبدائل تفتقد الى ثقل ونجاعة الغائبين، وهو ما ترجمه الأداء المتوسّط لعديد الأسماء.
البداية ستكون بمركز الظهير الأيمن، فايهاب المباركي ورغم تعدّد الفرص التي نالها منذ زمن الكنزاري فدوسابر ثم كرول، أكد أنه بات شبحا لذلك الجناح الطائر والمتوهّج قبل رحيله من بنزرت الى ايفيان، كما أن الشاب محمد أمين النفزي ليس في حجم وثقل هذا المركز في "المكشخة" ولا يعدو أن يكون سوى مجرّد متمم للقائمة ولا يعوّل عليه كورقة حاسمة في الحسابات الفنية ان استحالت مشاركة سامح الدربالي الذي يبقى الأفضل في خطّته حتى وان ظل مردوده متأرجحا في مجمل هذا الموسم.
في الضفة الأخرى من الدفاع لا زال الترجي يبحث عن بديل يحتاجه في حال غاب خليل شمام الذي استنزفه النسق الماراطوني..وبعد التفريط في علي العابدي وتواصل "الغيبوبة الكروية" لسيف الدين العكرمي فان الترجي ملزم بايجاد البديل.
غير بعيد عن هؤلاء، مازال ايهاب المساكني يبحث عن ثوابته الفنية وأظهر أنه أصغر بكثير من تقمّص دور محرار الوسط خلفا للدراجي..فاالمساكني "الكبير" لا يصلح لغير بضعة دقائق لتوفير حلول مؤقتة ولكنها ليست مصيرية ان غاب الدراجي.
ومن الأسماء الأخرى التي أثارت لغطا كبيرا مؤخرا نذكر ادريس المحيرصي الذي بات لغزا مبهما وعصيّا عن الشرح، فاللاعب "احترق" بالكامل قبل نضجه الكروي ورغم كلّ المطالب الجماهيرية بتحريره الا أنه لم يفلح في اثبات مهاراته الفنية من فترة الى أخرى..والثابت أن صبر الهولندي كرول لن يدوم طويلا...
وعلى العموم فان الفريق ظهر بلا أجنحة هجومية في غياب الأسماء المذكورة وهذا ما يطرح على هيئة المدب ضرورة القيام بتعزيزات مستعجلة كي يتعاظم الحلم الافريقي ولا يجهض منذ بدايته في حال غياب الركائز الأساسية التي ينتظرها نسق رهيب ينتظر تأكيد المؤشرات الايجابية الواعدة حاليا والتي تتطلب بنكا قويا أثبتت الأيام انه غير موجود في شيخ الأندية حاليا..ولعل ما جرى سابقا بين بن شريفية ونوارة أثبت مثلا أن الحارس الثاني ورغم اجتهاده فانه لم يفلح في تغيير مسار مواجهات بالشكل الذي برز به الحارس الأول للفريق.
لمسات كرول في الانتظار...

هذه نبذة من المآخذ الموجّهة الى الرصيد البشري لشيخ الأندية التونسية، والواضح أن لمسات كرول ومثلما جد سابقا في صفاقس، فانها ستأتي لاحقا بعد التعرّف جيدا على الرصيد البشري ومراجعة ما يلزم من الصلاحيات التي ألف هذا الفني الهولندي منحها الى مساعديه عبر تجاربه المتنوعة حتى لا "يتبخّر" الحلم سريعا ويستفيق الفريق وجماهيره على أضغاث انتصارات وألقاب محلية لا تعني شيئا صراحة قياسا بتاريخ الجمعية وأمجادها منذ القدم...
طارق العصادي